خسر عالم الفيزياء والرياضيات الشهير ستيفن هوكنغ واحداً من أشهر الرهانات في تاريخ العلوم بعد أن تراجع عن نظريته التي وضعها عام 1975 بشأن الثقوب الكونية السوداء والتي كانت سبباً في ذيوع صيته. وأقر مؤلف كتاب «التاريخ المختصر للزمن» وصاحب الكتب الأكثر مبيعا بأن عالم الفيزياء الأميركي جون بريسكل كان محقا في التشكيك في صحة نظريته وقد أعطاه كتاباً عن كرة البيسبول مكافأة له. وقال هوكنغ البالغ من العمر 62 عاما «الآن أنا مستعد للتسليم بخسارتي للرهان. قدمت له موسوعة عن الكريكيت إلا أن جون لم يقتنع بأفضليتها». وفي عام 1997 قبل هوكنغ ـ الذي يعاني شللاً في العضلات جعله قعيد كرسي متحرك - مراهنة بريسكل الذي رفض قبول فكرة ان الثقوب الكونية السوداء تدمر على الدوام كل شيء تبتلعه. وظل العلماء على مدى 200 عام متحيرين أمام تلك الثقوب السوداء التي تتكون عندما تحرق النجوم كل طاقتها ثم تنهار لتترك دوامات ذات جاذبية هائلة لا يستطيع أي شيء يسقط فيها الفكاك منها. ويعتقد هوكنغ الآن أن هذه الدوامات تنضح منذ مليارات السنين ببعض المواد التي تطلقها من خلال المناطق غير المنتظمة على سطحها. وأدلى هوكنغ بتفاصيل مختصرة عن تراجعه ولم يلبث ان أسهب في تلك التفاصيل خلال مؤتمر صحفي عقده في دبلن بعد أن طلب أن يتكلم في اللحظات الاخيرة. وقال بريسكل وهو يشير إلى سيل هائل من كاميرات التلفزيون في قاعة المحاضرات التي اكتظت عن آخرها « كان يحدوني الأمل دائما ان يكون هناك شهود عندما يعترف ستيفن، لكن ما أراه الآن فاق كل توقعاتي ». وقال أنه سيفتقد سنوات من الجدال الذي أثاره ما أسماه «تناقض معلومات الثقوب السوداء» والذي تناول مسألة إمكانية إفلات المواد من تلك الثقوب . وقال آخرون انهم يفضلون الانتظار حتى ينشر هوكنغ نظريته الجديدة قبل أن يحسموا أمرهم